
هل زيادة حركة الجنين من علامات الولادة؟
تُعد الولادة من أجمل وأهم اللحظات في حياة المرأة، فهي اللحظة التي تخرج فيها الأم من حملها وتستقبل طفلها الجديد إلى هذا العالم. ولذلك، فإن المرأة الحامل تنتظر بفارغ الصبر ظهور علامات الولادة التي تشير إلى اقتراب وقت الولادة.
يُعد ارتفاع نشاط الجنين وزيادة حركته في الرحم أحد هذه العلامات التي يستشعرها النساء الحوامل بشكل واضح. قد يعتقد العديد منهم أن زيادة حركة الجنين تعني أن الولادة قريبة جدًا. هل هذا صحيح؟ وما هي الحقيقة وراء زيادة حركة الجنين؟
أولًا، دعونا نتعرف على ماهية وظيفة حركة الجنين في الرحم. يبدأ الجنين في التحرك في الرحم بالتدريج خلال الأشهر الأولى من الحمل، وتزداد حركته مع مرور الوقت ليصبح أكثر واضحًا. قد يشعر الأم بحركات الجنين كضربات خفيفة أو حركات طفيفة تراودها في مناطق مختلفة من بطنها.
تعد حركة الجنين علامة جيدة لصحة الطفل ونشاطه. في الواقع، تُعد حركة الجنين إشارة قوية تدل على الحياة والنشاط السليم للطفل في رحم الأم. عندما يرتفع نشاط الجنين وزيادة حركته، فإن هذا يعكس نشاطًا طبيعيًا للجنين واندفاعه للنمو والتطور.
على الجانب الآخر، قد يرتبط ارتفاع نشاط الجنين بقرب الولادة فعليًا في حالات معينة، ولكن ليس دائمًا. في الأسابيع الأخيرة من الحمل، يمكن أن يصبح الجنين أكثر نشاطًا وحركة بسبب ازدادت ضيق المساحة المتبقية في الرحم. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب تقلصات الرحم المتكررة التي تحدث قبل الولادة في زيادة حركة الجنين.
بالمثل، قد يبدأ الجنين بالحركة الكثيرة قبل بداية عملية الولادة بفترة قصيرة. يسمى هذا النوع من الحركة بـ “حركة التعقب المهيجة”، والتي تعد جزءًا من تجهيز الجسم لبدء الولادة. وبالرغم من أنها ليست قاعدة عامة، إلا أنها تحدث في بعض الحالات.
ومع ذلك، يجب التأكيد على أن زيادة حركة الجنين ليست مؤشرًا قاطعًا لاقتراب الولادة. فهناك العديد من العوامل الأخرى التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، مثل عمر الحمل والصحة العامة للأم وتطور الجنين.
لذا، إذا لاحظت المرأة الحامل زيادة في حركة جنينها وأصبح ذلك يثير قلقها، يُنصح بأن تتصل بطبيبها لاستشارته. يمكن للطبيب بناءً على تاريخ الحمل والفحوصات السريرية، تحديد ما إذا كان هناك أي اشكالية صحية تتطلب رعاية طبية إضافية.
في النهاية، يجب الاهتمام والمتابعة الجيدة لحركة الجنين وملاحظة أي تغييرات تثير القلق. إنه أمر طبيعي للأم الحامل أن تكون قلقة وتتبع حركة جنينها، ولكن يجب عليها أن تعي أن زيادة حركة الجنين ليست بالضرورة تعني اقتراب الولادة. ينبغي عليها استشارة الطبيب للحصول على إجابات محددة وملائمة لحالتها الشخصية.