ما هي أمراض العمود الفقري وكيفية علاجها
يعد العمود الفقري أحد الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فهو يتحكم بحركة الجسم ويؤدي دورًا هامًّا في حماية المخ والنخاع الشوكي. ومع ذلك، فإن العمود الفقري عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، الأمر الذي يعرّض حياة الإنسان للخطر.
في هذا المقال، سنسلّط الضوء على أهمية العمود الفقري، وسندرس مختلف أنواع الأمراض التي قد يصاب بها، بالإضافة إلى كيفية علاجها.
أهمية العمود الفقري
يتألف العمود الفقري من 33 فقرة، موزعة على خمس مناطق في الجسم: العنقيّة، الصدرية، القَطِنيّة، العجزية والجمجميّة. وتختلف وظيفة كل منطقة من العمود الفقري عن الأخرى، ففي العنقيّة توجد فقرات صغيرة تُمكِّن الرأس من الحركة في الاتجاهات الثلاثة، بينما في القطنية توجد فقرات عريضة تُمكِّن الظهر من تحمُّل الأحمال الثقيلة.
وبفضل هذا التنوع في الحجم والشكل، يستطيع العمود الفقري تحمُّل معظم المجهودات التي تُشكِّل حملًا على الجسم. ونتيجة لذلك، يكون العمود الفقري أكثر عرضة للتآكل والإصابة بالأمراض، إذ إنه يعاني بشكل خاصٍّ من أمراض الغضروف والجذور العصبية.
أمراض العمود الفقري
1. انزلاق القرص الفقري
إنزلاق القرص الفقري هي حالة طبية تصيب الغضروف الفقري، حيث ينزلق قرص الغضروف من مكانه الطبيعي، ويضغط على الجذور العصبية الموجودة في العمود الفقري، الأمر الذي يؤدي إلى الم في الظهر والأطراف وضعف العضلات.
وتتمثَّل أهم أسباب انزلاق القرص الفقري في العوامل الوراثية، والاتصال المستمر بالكمبيوتر وتحميل الأطفال الثقيلة، بالإضافة إلى النوم السيء وقلة النشاط البدني.
ويمكن علاج إنزلاق القرص الفقري من خلال الأدوية المسكِّنة للألم وعلاجات الطب البديل، إلا أن التدخل الجراحي يعد الحل النهائي في معظم الحالات.
2. التهاب المفاصل الرثوي
يعاني الجسم من تهاب المفاصل الرثوي الناتج عن الأمراض المناعية الذاتية، مما يؤدي إلى الإصابة بتصلب العنق التصلبِيٌّ، وهو حالة مؤلِمة تمنع الرأس من الحركة وتؤدي إلى الوهن العام.
وعلاوة على ذلك، فإن التهاب المفاصل الرثوي يؤثر على العمل اليومي للإنسان، فالمريض يحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد للتحرك، الأمر الذي يعرِّض حياته للإعاقة.
ويمكن علاج التهاب المفاصل الرثوي من خلال تنظيم النشاط الرياضي والأدوية المسكنة للألم، إلا أن حل العملية الجراحية يعد الخيار المثالي لمعظم المرضى.
3. التهاب غشائي في العمود الفقري
يُعرِّف التهاب الغشاء الموجود في العمود الفقري بأنه حالة مرضية يحدث فيها التهاب في الغلاف المحيط بالنخاع الشوكي، تتأثر به الجذور العصبيةّ والأعصاب بشكل خاصٍّ.
وينجمُ هذا التهاب على الأغلب عن العدوى، ويتميز بالتشنُّجات العضلية والآلام في العنق والظهر، وهو مرض قاتل يُطلق عليه العلماء اسم “متلازَمة النخاع الشوكي”.
ويُمكن علاج التهاب غشائي في العمود الفقري من خلال الأدوية المضادة للتهابات، إلا أن أفضل طريقة لعلاج هذا المرض هي الوقاية منه من خلال تنظيم نمط الحياة وتجنُّب العدوى.
4. الحَصَيَّة الفقرية
تعد الحصيَّة الفقرية من أكثر أنواع الأمراض انتشارًا، فهي تنجم عن التشكُّل الزائد للروابط العظمية في العمود الفقري، ما يشكِّل ضغطًا على الجذور العصبية ويؤدي إلى تصلبات الرقبة والظهر.
ويتم علاج الحصية الفقرية من خلال اتباع نمط حياة صحي وتنظيم النشاط الرياضي، إلا أن بعض الحالات الشديدة تحتاج إلى عملية الجراحة، وهي حالات نادرة الحدوث.
5. تصلب الأنسجة العصبية في العمود الفقري
تعتبر تصلب الأنسجة العصبية في العمود الفقري من أكثر الأمراض خطورة، فهو ينتج عن مَضاعَفات أمراض القلب والسكري، ويشمل على الأغلب أعراضًا خطيرة مثل ضعف العضلات وصداع شديد.
ويعالج تصلب الأنسجة العصبية في العمود الفقري من خلال الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنة للألم، إلى جانب اتباع نمط حياة صحي.
خلص
في النهاية، نستطيع القول بأنَّ العمود الفقري هو من أهمّ الأعضاء في الجسم البشري، وأنَّه يجب توخي الحذر في تعاملنا معه. ونظرًا للخطورة التي تحملها أمراض العمود الفقري، فمن الضروري البدء بالعلاج عند ظهور الأعراض المرتبطة بأي نوع من هذه الأمراض.
ويمكن تجنب الاصابة بأمراض العمود الفقري من خلال اتباع نمط حياة صحي، مثل تنظيم النوم والنشاط الرياضي، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الصحية والتقليل من الإجهاد والتوتُّر في الحياة اليومية، لاسيما في المجالات العملية والتنموية.
